قصة مثل

عامية الأمير تحطم القيم التربوية، ومعالي الوزير في حيرة!

الأدبذكر ياقوت الحموي في مقدمة كتابه ( معجم الأدباء ) أن أبا جعفر المنصور تكلم في مجلس فيه أعرابي فلحن فصر الأعرابي أذنيه، فلحن مرة أخرى أعظم من الأولى، فقال الأعرابي: أف لهذا، ما هذا؟ ثم تكلم فلحن الثالثة، فقال الأعرابي: أشهد لقد وليت هذا الأمر بقضاء وقدر!



اليوم نشرت جريدة الاقتصادية في عدد ذي الرقم (3825) المؤرخ في يوم الخميس 11/صفر/1425 هـفي الصفحة السادسة عشرة مقالا بعنوان : (إدارة التربية والتعليم تطالب «السامر» بإقامة أمسية شعرية في القريات)



وذكر في الخبر أن إدارة التربية والتعليم في محافظة القريات قدمت الدعوة للأمير الشاعر عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود من أجل إقامة أمسية شعريى في محافظة القريات.



وفيه : وأوضح مرزوق بن ملفي الخنجر مدير التربية والتعليم والمشرف على تعليم البنات ورئيس مجلس إدارة نادي المسيرة في القريات أن الدعوة المقدمة للأمير الشاعر جاءت بناء على مطالبة أهالي وشباب محافظة القريات ... إلخ



كون الأهالي يطالبون فهذه قضية خاصة بهم؛ لكن أن تكون هذه الأمسية العامية تحت مظلة (وزارة التربية والتعليم) فهي المصيبة العظمى؛ لأن الوزارة قد حددت من أهدافها النهوض باللغة العربية، كيف يكون هذا والشعر العامي يحتفى به في إدارة التعليم؟!



معالي الوزير د.محمد بن أحمد الرشيد بين أمرين :



إما أن يطبق ما يدعو إليه في مقدماته للمقررات المدرسية، ويحمي جناب اللغة العربية من أن ينتهك في ظل وزارة (التربية والتعليم)، ويوقف هذا المدير عند حده.



وإما أن يجامل الأمير، ويقدم مصالحه الشخصية ولتذهب المبادئ واللغة العربية إلى أسفل سافلين!



ويغلب على ظني أن الخيار الثاني مقدم لدى معاليه؛ لأنه قد تخلى عن بعض (الثوابت الشرعية) التي يدندن حولها في كل مقال ، وقبل هذا تخلى عن تأصيل اللغة العربية لدى الطلاب بحماسه المندفع لتدريس اللغة الإنجليزية في مرحلة التكوين المرحلة الابتدائية.



وإذا تذكرت حال معاليه مع اللغة العربية ترحمت على حافظ إبراهيم حيث قال على لسان اللغة العربية :



سقى الله في بطن الجزيرة أعظما = يعز عليها أن تلين قناتي

حفظن ودادي في البلى وحفظته = لهن بقلب دائم الحسرات





وفي يقيني أن معاليه ليس من هؤلاء.



يا معالي الوزير :



من السهل أن تتحدث وتصرح بحب اللغة العربية ودعمها؛ لكن من الصعب أن تتحمل تبعات هذه التصريحات.

عبد الرحمن بن ناصر السعيد

عدد التعليقات : 1 | عدد القراء : 5658 | تأريخ النشر : الخميس 12 صفر 1425هـ الموافق 1 أبريل 2004م

طباعة المقال

إرسال المقالة
(1) - عنوان التعليق : العامية شر لابد منه

تأريخ النشر: الجمعة 13 صفر 1425هـ الموافق 2 أبريل 2004مسيحية

نص التعليق
يطالب المربون في مدارسنا بأن يتحدث المعلمون باللغة العربية الفصحى



وعندما يتحث المعلم بها بالصف يكون التجاوب من طلابه عبارة عن الضحكات



والنظرات التي تحمل الكثير من المعاني واقلها هي الاستهجان والسخرية



وهاهو وزير المعارف الذي يدعو المعلم بالتحث باللغة العربية يوافق على أقامة هذه



الامسية الشعرية لشاعر ينظم الكلمات او تنظم له ( لاأعلم) سوف يبث همومه



ولوعاته امام الشبان والشابات بشعر عامي ممجوج ورخيص ..... وسيقابل



بالتصفيق والاستحسان من المنافقين الذين سعوا بكل مايستطيعون من اقناع لكي



يتعطف سموه بالنعيق امامهم وكانه المتنبي في زمانه ولو علم ( المننبي )بذلك



لحرم قرض الشعر



ان المشاهد التي ترى في مثل هذه الامسيات التي يحييها هؤلاء الامراء



المستشعرين يندى لها الجبين ...... نفاق في نفاق ...... و يصدق سموه أنه شاعر



قد امسك البيان في يد وهو لا يعلم انه يمسك في اليد الاخرى .... التفاهة والجهل



والخواء الفكري ..... ولكن السلطة والتعجرف والبطر جعلته شاعرا مبدعا مفجعا ولا حول ولا قوة الا بالله










طباعة التعليق

إرسال التعليق
إرسال المقالة والتعليقات إلى صديق

التعليقات تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر عن رأي صاحب الموقع