«قام فلان بافتتاح كذا – افتتح فلان كذا»

الكاتب : شيزر محمد منيب علوان
عنوان التعليق : تعقيب أستاذنا عبد الرحمن بن ناصر السعيد حفظه الله تعالى لا أختلف معك فيما جئت به من قرائن على أن استخدام الفعل المساعد (تم) مع المصدر استخدام دخيل على العربية, لكني وجدت بعض الشواهد على استخدام (قام) على هذا النحو في اللغة العربية. جاء في العين: (كفي: كَفَى يَكْفِي كِفايةً، إذا قام بالأَمْر). وجاء في لسان العرب: (كفـي: اللـيث: كَفَـى يَكْفِـي كِفايةً إِذا قام بالأَمر). وجاء في مقاييس اللغة: (يقال: كفاك الشّىءُ يِكفِيك، وقد كَفَى كِفاية، إذا قام بالأمر). جاء أيضاً في مقاييس اللغة: (وأمّا الآخَر فقولُهم: قامَ قيامًا، والقَوْمة المَرَّةُ الواحدة، إذا انتصب، ويكون قامَ بمعنى العَزيمة، كما يقال: قامَ بهذا الأمر، إذا اعتنَقَه، وهم يقولون في الأوَّل: قيامٌ حتم، وفي الآخَر: قيامٌ عَزْم). أمثلة: جاء في صحيحي البخاري ومسلم: حدّثنا قُتَيبةُ حدثنا الليثُ عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ المقْبُريِّ عن أبي شُرَيحٍ العَدَويِّ أنهُ قال لعمرو بنِ سعيدٍ وهو يَبعَثُ البُعوثَ إِلى مكةَ: «ائذنْ لي أيُّها الأميرُ أُحَدِّثْكَ قَولاً قام بِهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم للغَدِ من يومِ الفتحِ، فَسَمِعَتْهُ أُذُنَايَ ووَعاهُ قلبي وأبصرَتْهُ عينايَ حِينَ تَكلَّمَ به، إِنَّهُ حَمِدَ اللهَ وأثْنى عليهِ ثمَّ قال: إِنَّ مكةَ حرَّمَها اللهُ ولم يُحرِّمْها الناسُ، فلا يَحِلُّ لامرِىء يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ أن يَسفِكَ بها دماً، ولا يَعْضِدَ بها شجرةً. فإِنْ أحدٌ تَرَخَّصَ لقِتالِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقولوا له: إِنَّ اللهَ أَذِنَ لرسولهِ صلى الله عليه وسلم ولم يأذَنْ لكم، وإِنَّما أذِنَ لي ساعةً مِن نهارٍ، وقد عادَتْ حُرْمَتُها اليومَ كحُرمتِها بالأمس، ولْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ. فقيل لأبي شُرَيْحٍ: ما قال لكَ عمرٌو؟ قال: أنا أعلمُ بذلكَ منكَ ياأبا شُرَيح، إِنَّ الحرَمَ لا يُعِيْذُ عاصياً، ولا فارّاً بدَم، ولا فارّاً بِخَرْبة» جاء في لسان العرب: وكان أَوّل من قام بالرِّفادة هاشمُ بن عبد مناف وسمي هاشماً لهَشْمِه الثريد. والـمُعْضِلاتُ: الأُمورُ الشِّدادُ؛ يقول: إِذ نزل بهم مُعْضِلة وأَمْرٌ فـيه شدّةٌ قام بدفع ما يكرهون عنهم. يقال: صَنَعَ فلان جاريته إِذا رَبّاها، وصَنَعَ فرسه إِذا قام بِعَلَفِه وتَسْمينه. سَاس الأَمرَ سِياسةً قام به ورجل ساسٌ من قوم ساسة سُوَّاس. الفُضُول، سمّي به تشبـيهاً بحلْف كان قديماً بمكّة أَيّام جُرْهُم علـى التناصف والأَخذ للضعيف من القويِّ، والغريب من القاطِن، وسمي حِلْف الفُضُول لأَنه قام به رجال من جُرْهُم كلهم يسمى الفَضْل: الفضلبن الـحارث، والفضلبن وَدَاعة، والفضلبن فَضالة، فقـيل حِلْف الفُضُول جمعاً لأَسماء هؤلاء كما يقال سَعْد وسُعود، أليس في هذه الأمثلة دليل على أن استخدام (الفعل المساعد «قام» + حرف جر + مصدر الفعل المراد ذكره) استخدام أصيل في اللغة العربية؟ في انتظار ردكم الكريم وجزكم الله الخير كله

تأريخ النشر: الجمعة 21 صفر 1428هـ الموافق 9 مارس 2007مسيحية

طبعت هذه المقالة من ( أوابد :: مدونة عبد الرحمن بن ناصر السعيد )
على الرابط التالي
http://www.awbd.net/article.php?a=42
+ تكبير الخط | + تصغير الخط
اطبع